15‏/03‏/2015

مالذي يجلب الأمل لليمنيين؟

الصورة: محمد العماد

مالذي يجلب الأمل لليمنيين ؟

لعل هذا السؤال ليس في محله في وقت تشهد فيه البلاد تدهور غير مسبوق أمنياً وإقتصادياً وسياسياً. ولعل النقاش عن الإحساس بالأمل يبدو خارج سياق الموضوع.

لاشك من انه ضاقت فسحة الأمل باليمنيين، هم من يقطنون في شمال وغرب البلاد، في المناطق التي سقطت بشكل تام في قبضة سلطة جماعة الحوثي منذ صيف العام الماضي وهم من تم إستهداف منازلهم وقراهم من قبل جماعات مسلحة متفرقة. 

الحكم الحوثي (حكم مليشياوي) ظهر بعد عملية سياسية أشركت جميع الأطراف السياسية اليمنية حدثت تحت إطار سميّ بمؤتمر الحوار الوطني الذي كان يعقد في فندق الموفمبيك في صنعاء (مارس 2013 – يناير 2014). كان من المفترض أن هذا الحوار سينقل البلاد الى بر الأمن ولكن تم اجهاض العملية السياسية الى الحوار الذي يحدث اليوم، حوار القوة، بحسب بلقيس اللهبي، الناشطة الحقوقية اليمنية وعضوة سابقة في مؤتمر الحوار الوطني. وذلك خلال لقاء لها على قناة اليمن اليوم في الشهر الماضي:


"الحوار الأكثر جدية هو الذي يحدث الأن. حوار القوة. وحوار الموفمبيك الجديد هو إمتداد لتهدئة وضع، وللوجود على نفس الطاولة لضمان تقاسم المكتسبات. لكن مايحدث على أرض الواقع، مايحدثه الدبابة والكلاشينكوف هو الحوار الحقيقي."


في ظل شبه مفاوضات السلام الجارية بين الأطراف السياسية في اليمن، تحت فصول النزاعات المسلحة المتقطعة ومستويات مرتفعة لإنتهاكات حقوق الإنسان، صار الواقع في اليمن أكثر تعقيد. اليمن اليوم منقسم بين سلطتين لاتعترف بإحداها الأخرى. من جهة هناك انقلاب جماعة الحوثي واعلان صنعاء مركز لسلطتهم ومن جهة أخرى هناك هروب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الى عدن ليؤسس فيما بعد عاصمة بديلة مؤقته للبلاد. والخوف اليوم هو ان هذا الأنقسام سوف يفجر الوضع إيذاناً بنشوب حرب أهلية تقسم اليمن الى ماهو ابعد.


بالرغم من كل تلك المعطيات، لايزال هناك من يتشبث بالأمل في انفراج الأزمة. من خلال متابعاتي لعدد من من الناشطين\ات والإعلاميين\ات الذين لم يستسلموا بعد في نشر الأمل والتفائل، سألتهم ’مالذي يجلب لهم الأمل؟’ ترد على ذلك الباحثة والحقوقية وميض شاكر وتقول: 


"تنامي قوتنا مصدره نحن الناس غير المرئيين. يعني، كلما زاد سوء النخب السياسية، زادت معه أفضلية أو جمال المقاومين.. وزادت معه ثقتنا بأنفسنا بأننا أصحاب الحق والمرجعية الأخلاقية.. وهذا ما تؤكده رؤية الاخرين (العامة) لنا يوماً تلو الآخر."


ذك الإحساس بالجلّد لايعني بأن هناك حالة إنكار بأن شبح الحرب حقيقي. الصحافي أمين دبوان يصرح لي بأن الأمل صعب في الوقت الراهن: 

"أشعر أن فرص الحرب أكثر من فرص السلام، وبأن اليمنيين يفوتون الفرص امام الموت. أرى أنه مازال الأمل بالحوار والعقل والتنازلات ممكنه."


الصورة قاتمة أيضا بالنسبة لناشطة الحقوقية، فاطمة الأغبري ولكن مازال للأمل مجال عندها: 


"في ظل العقول المتحجره والقصر في فهم العمل السياسي، أنا لا اتأمل بمستقبل جيد للوطن، فمن جهة النظام السابق موجود وبقوه، يداً بيد مع الحوثيين وهناك أيضاً خطر تنظيم القاعدة من جهة. الأمل الذي اشعر به مصدره اؤلئك الشباب الذين اخرج معهم لشارع من ينشدون دوله عادله."

وعندما سألت الصحافي شادي ياسين عن إذا ماكان يشعر بالأمل فكتب لي: 

"نحاول التشبث بالأمل ومع ذلك تتضاعف محنتنا. الواقع السياسي والأمني في بلدي لا يبشر بخير ويدفعنا كثيراً إلى التوجس واعتبار فكرة “الأمل” مجرد أضغاث أحلام. مع ذلك، لي أمل عميق كغيري من اليمنيين بالسلام."


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتابة: أفراح ناصر
نُشر التقرير على موقع أصوات عالمية بتاريخ ١٤مارس ٢٠١٥