09‏/01‏/2015

اليمن في الأفلام اليمنية




*ضمن البحث القيم الموسوم (سينما اليمن الوليدة في عيون سينمائيي العالم)، للكاتبة والصحفية اليمنية الزميلة أفراح ناصر، المنشور في مجلة (العربي) الكويتية عدد 671 الصادر في شهر أكتوبر 2014م، نستعرض هذه المرة الجزء الخاص (اليمن في الأفلام اليمنية) في السطور الآتية:

**اليمن في الأفلام اليمنية**

على الرغم من انتشار دور العرض السينمائية في جنوب اليمن منذ بداية القرن الماضي حتى التسعينيات، فإن اليمن لم يشهد وجود قطاع صناعة الأفلام إلا منذ التسعينات وحتى يومنا هذا باكورة الأفلام اليمنية بصناعة مواهب يمنية يتقاسمها المخرجان خديجة السلامي وبدر بن هرسي. المخرجة خديجة المقيمة في فرنسا حيث شغلت منصب المستشارة الإعلامية والثقافية في سفارة اليمن في باريس تعد أول مخرجة أفلام من اليمن، وفي رصيدها أكثر من 20 فيلما وثائقيا، وقد حازت السلامي جوائز عدة لأعمالها السينمائية الكتابية منذ إصدارها كتابها الأول (أرض سبأ) في العام 1996م ثم انتهاء بعملها الأخير في إخراج الفيلم الوثائقي (قتلها تذكرة للجنة) الصادر في 2012 والذي يروي قضية الكاتبة اليمنية بشرى المقطري ومقالها الشهير (سنة أولى ثورة).

عرفت خديجة بأنها من أولى النساء اليمنيات اللواتي وظفن الفن الوثائقي خاصة من أجل فضح البيئة المجتمعية الذكورية التي تلقي بسلطتها على إناثها.

أغلب أفلام خديجة - إن لم تكن كلها - تركز على قضايا النساء في اليمن وتسلط الضوء على الظلم الواقع على النساء.

من أنجح أفلام خديجة فيلمها الوثائقي (غريبة في موطنها) الصادر في العام 2005م الفيلم الذي افتتح المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان في جنيف في ذلك العام وفازت عنه بست جوائز في المهرجان ذاته.

أثار هذا الفيلم موجة من السجال لدى الرأي العام والإعلام اليمني لتطرقه إلى موضوع حجاب النساء والأعراف التقليدية في اليمن.. يناقش الفيلم ظاهرة الحجاب في بلد معروف باعرافه المتحفظة، فيوثق قصة طفلة صغيرة من صنعاء القديمة بعمر 13 عاما تدعى نجمية، طفلة ضاحكة ونظرتها للحياة فيها الكثير من الأسئلة المؤرقة الكل بالمدينة يعرفها والكثير ينظرون إليها كطفلة مشاغبة ومزعجة للمحيط الذي توجد فيه، ويتتبع الفيلم بعدسته تحركات الطفلة وممارساتها العفوية واضعا المشاهد أمام صورة من التحدي الفريد الذي تجادل عبر محطاته هذه الطفلة وتنتقد أفكارهم مدافعة عن حقوقها الإنسانية.

نظرة خديجة الرافضة لواقع تهميش النساء تجسد مرة اخرى في احداث افلامها الوثائقية النابع من رحم الثورة اليمنية في العام 2011م، فإبان الثورة تركت السلامي منصبها الدبلوماسي في باريس وعادت إلى صنعاء من أجل تصوير فيلم عن مشاركة المرأة في الانتفاضة ببلادها، بعد أن كان دورها مهمشا لتعرض بعد ذلك عملها الوثائقي (الصرخة) الصادر في العام 2011 ويسجل الفيلم تجارب نسائية شخصية في نضال النساء خلال الثورة، شارك الفيلم في مهرجان الخليج السينمائي في دبي ومهرجان (جنى) الدولي السابع لسينما الأطفال والشباب في بيروت ومهرجان السينما العربية (ايماجيما) الذي نظمه في معهد العالم العربي في باريس.