11‏/07‏/2017

وحدة اليمن.. هل ما زالت مهمة؟

*قال موقع ميدل إيست آي البريطاني إن: "إصلاح الانقسامات داخل اليمن المقسم لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تعزي الشعور بالهوية الوطنية المشتركة".

وكتبت المقال للموقع "أفراح ناصر" المدونة اليمنية المقيمة في الخارج وقالت: "ولقد تميزت الذكرى الـ26 لوحدة اليمن والتي وافقت 22 مايو الجاري، وهي ذكرى توحيد اليمن الشمالي واليمن الجنوبي اللذين لا يوحدهما اليوم سوى الاشتراك بنفس تجربة الدمار والبؤس".

وتقول الكاتبة: "وتمثل الذكرى فرصة أخرى تعكس تزايد الانقسامات في اليمن، ففي صنعاء تظاهر الآلاف في الوقت الذي حامت فيه مقاتلات قوات التحالف التي تقودها السعودية فوق رؤوسهم".

وأضافت: "في عدن، حيث الاغتيالات والهجمات الانتحارية لتنظيم القاعدة، لم يكن هناك مظاهر للاحتفال بهذا اليوم “لأن ذلك سيكون إهانة لجميع الجنوبيين”، كما ذكر أحد الجنوبيين، حيث أعلنت المدينة أن هذا اليوم لم يعد عيدا وطنيا."

واحتفالا بهذا اليوم، لم يفوت كل من الرئيس هادي والرئيس السابق صالح الفرصة لإصدار في اليمن الذي مزقته الحرب والتشكيك، لا تزال وحدة البلاد ذات أهمية، حيث تفاقمت الحرب خلال السنوات الأخيرة، والتي كثفت الانقسامات السياسية والقبلية والطائفية والعرقية.

الحرب وعدم وجود شرعية سياسية موحدة، قوية، مع مطلب دائم للحراك الجنوبي من أجل الاستقلال، وعدم وجود هوية وطنية مشتركة، هي بعض التحديات التي تقوض إلى حد كبير وحدة البلاد.

وتابعت أفراح ناصر بالقول: "بالنسبة للكثيرين، الفيدرالية هي المفتاح لتجنب تقسيم اليمن وبداية عقد اجتماعي جديد، وكانت هذه واحدة من نتائج الحوار الوطني في اليمن (NDC)."

وفي ظل الخلاف الكبير بين المشاركين المؤيدين للفيدرالية الذين يعتقدون بأن الفيدرالية تعمل على تسهيل بناء الدولة على أساس وحدة وطنية، والجانب المعارض للفيدرالية الذي يعتقد بأنها سوف تقدم تقسيم جديد للبلاد، وافق مؤتمر الحوار الوطني على تقسيم الدولة الاتحادية إلى ست مناطق.ولكن مع أخذ الفيدرالية كنظام للحكم، وكان الصوت المعارض الرئيسي ضدها من الحوثيين، وما يبرره هو نظرتهم الطائفية التي تعتقد أن التضحية بهم جزء صفقة اقتصادية في إطار تسوية إقليمية جديدة.

وأشارت: "في هذا المعنى، شرع الحوثيون في حرب ضد الوحدة عندما اقتحموا القصر الرئيس هادي في سبتمبر 2014. وخلال الانقلاب كانوا يحتجون على الشكل الجديد لوحدة اليمن، أو ما يحلو للرئيس هادي أن يطلق عليه “اليمن الجديد”. ومن المهم القول هنا إن عمل الحوثيين لا يجعل التدخل السعودي أقل إثارة للمشاكل."

وأوضحت أنه وفي "الصراع الدائر، الحراك اليمني الجنوبي في عدن لم يعد تحت سيطرة القدامى، مثل علي سالم البيض، بل بات تحت سيطرة ائتلاف الميليشيات الانفصالية، الجهاديين والسلفيين، والتي تسعى إلى انفصالها عن شمال اليمن."



في الشهر الماضي، ألقي القبض على أكثر من 800 من الشماليين الذين يعيشون في ميناء عدن وطردهم، وهو ما يعد علامة واضحة على بداية التقسيم العرقي بصورة متزايدة في اليمن.

ومع توسع المقاومة الشعبية، تطالب تعز اليوم بالاستقلال كذلك، في حين يقول السعوديون إنهم يقاتلون لاستعادة الشرعية في اليمن، أي نوع من التقدم يمكن أن يكون إذا كان استعادة الشرعية لبلد منقسم بهذا الشكل؟



الحراك حل سياسي خاطئ

وقالت: "على المستوى المدني والسياسي، تستمر الحركة الانفصالية في اليمن منذ فترة طويلة في الحراك لرفع مطالبهم على استقلال الجنوب مع التوصل إلى حل عادل لمشكلتهم. ومع ذلك، في حين قد يكون الحراك قضية عادلة إلا أنها توفر الحل السياسي الخاطئ."

وكانت مشكلة الحراك الرئيسية بالوحدة، هي المظالم المتزايدة التي يتعرضون لها، منذ أن تجاهلت الوحدة التفاوت الإقليمي في عدد السكان والموارد.

وكانت الدعوة إلى الاحتجاج للمطالبة بالاستقلال أمرا مشروعا، لكن الجواب، قطعا ليس الانفصال. الجواب بدلا من ذلك إيجاد وضمان حلول عادلة لتلك المظالم -التي يعاني منها كل اليمنيين في جميع أنحاء البلاد- فهي لا تنبع من الهيمنة الشمالية، ولكن من عدم وجود مساواة في حقوق المواطنة التي يتمتع بها جميع المواطنين في جميع أنحاء اليمن.



هوية وطنية واحدة

وأكدت أن مستقبل وحدة اليمن يبدو قاتما، مع زيادة التشرذم خلال السنوات الأخيرة، ليس فقط في المحافظات الجنوبية، لكن في جميع أنحاء البلاد. وقد فشل السياسيون باليمن في تعزيز وحدتها عام بعد عام، ولا يمكن أن يتم إصلاح الخلافات بين الولايات المقسمة في اليمن إلا من خلال تعزيز الشعور بالهوية الوطنية المشتركة.

واختتمت بالقول: "خلاف ذلك، فاليمن بالتأكيد على الطريق ليصبح دولتين، إن لم يكن أكثر. أي أن العملية السياسية (بما في ذلك محادثات السلام التي تتوقف في كثير من الأحيان) التي تشكل المستقبل السياسي في اليمن يجب أن تأخذ وحدة اليمن على محمل الجد، مع ضمان حقوق المواطنة المتساوية لجميع اليمنيين، ورغم ذلك فالأولوية الحاسمة الحالية هي إنهاء الحرب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نُشر المقال بالإنجليزية أولاً على موقع ميديل ايس اي بتاريخ ٢٦ مايو ٢٠١٧. الترجمة للعربية من قبل موقع يمن مونيتر