02‏/02‏/2022

ضحايا حرب اليمن خارج العناوين الرئيسية

أشخاص يتفقدون مبنى متضررا في موقع غارة شنتها السعودية على صنعاء، اليمن.
 
 © 2022 Hani Al-Ansi/picture-alliance/dpa/AP Images



بقلم أفراح ناصر منقول من موقع هيومن رايتس ووتش

بينما جدد التصعيد الكبير للقتال في اليمن منذ منتصف يناير/كانون الثاني الاهتمام الدولي، نادرا ما يحظى الواقع اليومي بخلاف الصواريخ الباليستية والغارات الجوية بنفس الاهتمام والتدقيق. خلف العناوين الرئيسية، المدنيون في اليمن عالقون بين المطرقة والسندان منذ سنوات.

يتعرض المدنيون في اليمن بشكل دوري للظلم من قبل جميع أطراف النزاع، وليس جانب واحد فقط. مثلا، في حين أن التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات مسؤول عن حصار بحري وجوي على اليمن، وله سجل مزرٍ من الهجمات غير القانونية، مستهدفا المدنيين والبنية التحتية المدنية في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين المسلحة، فقد ارتكبت قوات الحوثيين كذلك انتهاكات جسيمة. سِجلُّ الحوثيين في الانتهاكات وجرائم الحرب طويل ويتزايد، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي، والإخفاء القسري، والتعذيب. كما ترتكب الجماعة انتهاكات بحق الأقليات الدينية، وتُدين الصحفيين ظلما وتهدد بإعدامهم، وتقصف النازحين بشكل غير قانوني، وتُهجّر المدنيين قسرا. نشرت سلطات الحوثيين معلومات مضللة حول تفشي فيروس "كورونا"، معرضةً المدنيين والعاملين الصحيين للمخاطر. والقائمة تطول.

في الوقت نفسه، يتجاوز دور السعودية والإمارات في اليمن الغارات الجوية. قرار السعودية الأخير بعدم تجديد عقود عمل الموظفين اليمنيين قد يؤدي إلى عودة قسرية جماعية للعمال اليمنيين، وهي خطوة قد تدمر اقتصاد اليمن المنهار إذا قَطَع ما لا يقل عن مليونَي يمني التحويلات المالية المرسلة إلى عائلاتهم في اليمن.

وبالمثل، ورغم سحب قواتها البرية من جنوب اليمن أواخر 2019، تواصل الإمارات دعمها القوات المحلية المنتهِكة التي احتجزت العشرات تعسفا، وأخفتهم قسرا، وعذبتهم، وأساءت معاملتهم خلال عمليات أمنية، بما فيها عن طريق نقل الأسلحة إلى هذه القوات.

الحرب في اليمن ليست مباراة كرة قدم يمكن تشجيع أحد طرفيها على حساب الآخر. خلف عناوين الأخبار حول التصعيد، هناك بشرٌ ضحايا يعانون من هذه الانتهاكات منذ فترة طويلة.

لا يوجد حل سحري لحل مشاكل اليمن، لكن لا شك أن المرحلة القادمة يجب أن تشمل إجراءات المساءلة والتعويض عن جميع الانتهاكات، بغض النظر عما إذا كانت ترتكب من قبل الدول، أو الجماعات المسلحة، أو غيرها.