04‏/02‏/2014

مواطنات من الدرجة الثانية حتى اشعار اخر

للمصور محمد محسن

للعام السادس على التوالي تحتل اليمن المرتبة الأدنى في مستوى المساواة بين الجنسين وفقاّ لإحصائات تقرير منتدى الإقتصاد العالمي الصادر في نهاية العام الماضي.

لماذا لاتزال نساء اليمن ضمن أسوء المراتب في المساواة؟ لأسباب عديدة جوهرها هو حقيقة أن نساء اليمن يُعتبرن مواطنات من الدرجة الثانية هذا إذا لم يكنّ من الدرجة السابعة. بالرغم من تنفيذ الخطوة الأولى ضمن الجهود القائمة لتعزيز دور النساء في مواقع صنع القرار، حيثُ  كانت للنساء مشاركة في مؤتمر الحوار الوطني بنسبة ٪٣٠ إلا أن التحديات مازالت جسيمة في معالجة قضايا النساء في اليمن.

قضايا حقوق النساء الرئيسية تتمثل في غياب قانون يحمي النساء من العنف الأسري، وغياب قانون يمنع زواج القاصرات، والحاجة في الإلتزام بتنفيذ إتفاقية السيداو، وتعديل قانون الأحوال الشخصية التي تمارس التمييز ضد المرأة وضمان آليات التنفيذ، ومنع وتجريم ختان الإناث.

قضايا جوهرية تحتاج الى إرادة شعب وقرار سياسي لمعالجتها، ولكن كيف لنا أن نرى أي تقدم في حقوق النساء إذا كان في أول قرار أصدره الرئيس عبد ربه منصور هادي بعد إنتهاء مؤتمر الحوارفي لجنة تحديد الأقاليم تم فيه تغييب تمثيل النساء المتفق عليه مسبقاً في نظام الكوتا المعتمد بنسبة 30% لمشاركة المرأة في مواقع صنع القرار، والتمثيل في المجالس النيابية والمحلية؟ ربما الجواب لدى مستشارة الرئيس لشئون المرأة فائقة السيد احمد باعلوي.

بغض النظر عن موقف القرار السياسي في اليمن تجاه النساء فالواقع المرير لنساؤنا يبدأ من البيت والمجتمع حيثُ يُغيب صوت النساء فيه ولايُعطى للنساء الحق في تحديد مصيرهن وقرارتهن على مستويات مختلفة. بل أسوء من ذلك هناك إنكار تام من قبل الرأي العام لتخلف واقع النساء في اليمن. تتهافت الأصوات التي لاتتفق مع تصنيف مشاكل النساء من منظور فئوي، بمعنى أن النساء يعانين أكثر من أي فئة في اليمن، وتصرخ تلك الأصوات وتقول :"كل اليمنيين يعانون من إضطهاد حقوقهم. ومن المفروض أن نركز على إيجاد الكفائات بغض النظر عن الجنس." وعادة ما تكون أعلى الأصوات التي تعمل على تهميش صوت النساء وتدعوا الى مناهضة حقوق النساء هي تلك القيادات النسوية الدينية المتزمتة.

هي تحديات شتى ليست وليدة البارحة او اليوم، وبالتوازي لذلك فهناك نشاط نسوي يمني جميل يدعوا لمناصرة حقوق النساء منذ زمن، من قبل أمثال الراحلة الدكتورة رؤوفة حسن، والناشطة النسوية أمل الباشا، والكاتبة بشرى المقطري، والكاتبة أروى عثمان، والدكتورة إنطلاق المتوكل، والناشطة سحر غانم وغيرهن من الناشطات الحقوقيات. فلولا القيادات النسوية التي برزت من خلال منظمات المجتمع المدني والتي عملت جاهدة في التأثير على الرأي العام والعمل في مشاريع تعود بالفائدة على شريحة النساء بشكل خاص، لولا هؤلاء النسوة ،والرجال على حد السواء، لما كان هناك أمل في معركة نضال النساء في سبيل حقوقهن.

اليوم هناك فرصة للنساء في اليمن لترجمة المطالب إلى نصوص دستورية وقوانين تضمن تمثليهنّ السياسي في مواقع صنع القرار والوظيفة العامة العليا وذلك في إطار العمل على صياغة دستور جديد في المرحلة القادمة. ومن واجب كل النسويات وكل من يعيّ أن تقدم الشعوب هو في تقدم واقع النساء، أن يبذلوا مجهود أكبر في النضال حتى يتحقق الحلم وتتمتع النساء بواقع أفضل.

بقلم\ أفراح ناصر
نُشر المقال في المصدر أون لاين